بعدما ثبت بالدليل العقلي وجود خالق للبشر هو الله عز وجل، يتطلع الإنسان إلى هذا الخالق لمعرفة السبب الذي دعاه إلى خلقه، ويحكم عقله بضرورة شكر هذا الخالق على نعمه الكثيرة عليه وبضرورة عبادته وطاعته على أفضل وجه، ولكنه لا يعلم كيف يطيعه وماذا يحب هذا المولى وماذا يبغض، بل ربما خالف حكم عقله بضرورة طاعة هذا المنعم وشكره، فأنكر ذلك فاحتاج إلى من يقوّم اعوجاجه ويعلمه إذا جهل ويذكره إذا نسي ويهديه إذا ضل.